279

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وناظر يهوديا كان متقدما في المناظرة والمجادلة في مجلس الصاحب، وكلمه في النبوات حتى أعجزه وأفحمه، فلما قام من المجلس ليخرج، قال له الصاحب: أيها السيد أشهد أنك أوتيت الحكمة وفصل الخطاب.

وقصته مع القاضي أحمد بن أبي علان مشهورة في المسائل التي برز فيها المؤيد بالله وأجاب عنها.

وله عليه السلام التصانيف المفيدة، والكتب الفريدة؛ منها في الأصول: (كتاب النبوات) وهو يدل على غزارة علمه في الأصول، ثم في الأدب فإنه بين المعارضات التي عورض بها القرآن الكريم وكشف عن دياجيرها، وأبان عن عوارها بكل وجه، وسلك في ذلك من طريقة علم الأدب ما يدل على علو منزلته، وارتفاع درجته.

وله في علم الأصول (التبصرة) كتاب لطيف، وله كتاب في فقه الهادي عليه السلام (التجريد وشرحه) أربعة مجلدة استوفى فيها الأدلة من الأثر والنظر، وأحسن فيها كل الإحسان، وله (البلغة) أيضا في فقه الهادي عليه السلام.

وله في فقه نفسه: (الإفادة) مجلد، و(الزيادات) مجلد علق ذلك أصحابه عنه وفيها كل مسألة عجيبة، وفتوى غريبة، ولهذين الكتابين شروح وتعاليق عدة للمتقدمين من أصحابنا والمتأخرين، ومن الشارحين لهما والمعلقين عليهما في زماننا حي سيدنا العلامة فخر الدين ملك العلماء الراشدين عبدالله بن حسن الدواري رحمه الله؛ فإنه شرح الزيادات بأربعة كبار مجلدة سمى شرحه هذا: (شكف المرادات في شرح الزيادات) وهو من أنفس ما شرح به هذا الكتاب.

Bogga 323