248

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فتقدمت إليه وسلمت عليه فرحب وأجلسني؛ وسألني عن حالي ومقدمي فعرفته أني تاجر وأني وردت ذلك المكان تبركا بالنظر إليه، وعرف أني من أهل العلم فأنس بي، وكان يكرمني إذا دخلت إليه إلى أن قيل لي في يوم من الأيام: إن غدا يوم المظالم وأنه يقعد فيه للنظر بين الناس.

فحظرت غداة هذا اليوم فشاهدت هيبة عظيمة ورأيت الأمراء والقواد والرجالة وقوفا بين يديه على مراتبهم وهو ينظر في القصص ويسمع الظلامات، ويفصل الأمور، فكأني شاهدت رجلا غير من كنت شاهدته، وبهرتني هيبته.

وادعى رجل على رجل حقا وأنكره المدعى عليه وسأله البينة فأتى بها، وحلف الشهود احتياطا فعجبت من ذلك، فلما تفرق الناس دنوت منه فقلت: أيها الإمام رأيتك حلفت الشهود فقال: هذا رأيي أنا أرى تحليف الشهود احتياطا عند بعض التهمة وما تنكر من هذا، هذا قول طاووس من التابعين، وقد قال الله تعالى: {فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما} [المائدة:107] ، قال: فاستفدت في تلك الحال منه مذهبه، وقول من قال به من التابعين والدلالة عليه، ولم أكن عرفت شيئا منه قبل ذلك.

Bogga 292