247

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وروى لي الفقيه العلامة عماد الدين يحيى بن محمد العمراني رحمه

الله أن عامر الزواحي كان من الباطنية وترأس في قومه، واشتدت وطأته في اليمن فملك صعدة وكان منه في بعض الأيام أنه قعد على قبر الهادي عليه السلام، فكان سبب وفاته أنها أصابته علة أذابت لها مجالسه فأكلتها الدود حتى هلك، وكان بعض الفضلاء بمكة فسأل عن سبب وفاته فأخبر بهذا؛ فشكر الله تعالى وخر له ساجدا.

[تواضعه وحسن سيرته]

وأما تواضعه وحسن سيرته فما لا يأتي عليه العد في كتابنا هذا.

روى السيد [أبو طالب] بإسناده عن أبي الحسين الهمذاني، وكان رجلا فقيها على مذهب الشافعي يجمع بين العلم والتجارة، قال: قصدت اليمن في بعض الأوقات وحملت ما أتجر فيه إلى هناك ابتغاء لرؤية يحيى بن الحسين عليه السلام لما كان يتصل بي من آثاره وأخباره، فلما حصلت بصعدة قلت لمن لقيته من أهلها كيف أصل إليه ومتى أصل إليه وبمن أتوصل إليه؟

فقيل لي: الأمر أهون مما تقدره، تراه الساعة إذا دخلت الجامع بالناس فإنه يصلي بالناس الصلوات كلها، فانتظرته حتى خرج للصلاة فصلى بالناس وصليت خلفه، فلما فرغ من صلاته تأملته فإذا قد مشى في المسجد إلى قوم مرضى في ناحية منه فعادهم وتفقد أحوالهم بنفسه، ثم مشى في السوق وأنا أتبعه فغير شيئا أنكره، ووعظ قوما وزجرهم عن بعض المناكير، ثم عاد إلى مجلسه الذي كان يجلس فيه من داره للناس.

Bogga 291