126

أحس بك شرطة ابن الحكم وهو خليفة معاوية بالجزيرة يكون مسكنه بالموصل فاقصد إلى الطريق الذي في الدير يتواضع لك حتى تصير في ذروته، فإذا رآك ذلك في أعلى الموصل فناده فإنه يمتنع عنك فاذكر اسم الله الذي علمتك إياه فإن الدير يتواضع لك حتى تصير في ذروته فإذا رأى ذلك الراهب الصديق، قال التلاميذ معه: ليس هذا أوان ظهور سيدنا المسيح، هذا شخص كريم، ومحمد قد توفاه الله، ووصيه قد استشهد بالكوفة، وهذا من حواريه ثم يأتيك خاشعا ذليلا، فيقول لك: أيها الشخص العظيم أهلتني لما لم أستحقه فبم تأمرني فتقول استر تلميذك هذا من عبدك، ويشرف على ديرك، فانظر ما ذا ترى، فإذا قال لك: أرى خيلا غائرة نحونا فخلف تلميذك عنده وانزل واركب فرسك، واقصد نحو الغار على شاطئ الدجلة، استتر فيه فإنه لا بد أن يشترك في دمك فسقة من الجن والإنس، فإذا استترت فيه عرفك فاسق من مردة الجن يظهر لك بصورة تنين أسود ينهشك نهشا يبالغ أظفارك وتعثر بك فرسك، فينذر بك الخيل فيقولون هذا فرس عمرو بن الحمق ويقفون أثرك فإذا أحسست بهم دون الغار فابرز إليهم بين الدجلة والجادة، وقاتلهم في تلك البقعة فإن الله جعلها حضرتك وحرمك فالقهم بنفسك واقتل ما استطعت حتى يأتيك أمر الله فاذا غلبوك حزوا رأسك وسيروه على قناة إلى معاوية لعنه الله، ورأسك أول رأس يشهر في الإسلام من بلد إلى بلد، ثم يبكي أمير المؤمنين ويقول: وقرة عيني ابني الحسين، فإن رأسه يشهر على قناة وتستباح ذراريه بعدك يا عمرو من كربلا غربي الفرات إلى يزيد بن معاوية عليهما اللعنة، ثم ينزل صاحباك المحجوب والمقعد فيواريان بدنك في موضع مصرعك وهو بين الدير والموصل فكان كل ما ذكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)

فكان هذا من دلائله (عليه السلام).

وعنه عن علي بن بشر عن علي بن النعمان عن هارون بن يزيد

Bogga 156