فقلت: بيتهن أستر لهن. ومن يجرؤ على اقتحام هذا الحصن المنيع؟! فالبيت الذي يستقبل هاتيك التصاوير الزيتية الناصعة الدهان يجب أن يكون كاتدرائية.
قال الأخطل في خمرته القديمة العهد:
عذراء قد كلفت من طول ما حبست
حتى اشتراها عبادي بدينار
أما العانس فلا نجد من يشتريها بفلسين. لقد أغلوا السعر في أيام العز ورواج السوق، فبقيت البضاعة في واجهاتها وعلى رفوفها تنتظر من يسومها. وهكذا تحفل البيوت بالعوانس، ولا أمر من عيشة بنت تعنس وتبقى في بيت أبيها، فمن المسئول يا ترى عن هذه النكبة الاجتماعية ؟
إنها تربيتنا، فالبنت التي هي من هذه الطبقة لا تعرف من البيت غير غرفتها والصالون، ولا تدخل المطبخ لئلا تؤذي رائحة الطعام عطرها المختار، ويعلق شيء منه بذيولها. ثم من أين لها الوقت، وهي لا تستيقظ إلا في الضحى، ولا تخرج من غرفة زينتها إلا صلاة الظهر، ثم تتغدى وتنام لتعود إلى التزين مساء، ثم تنتظر لأنها على موعد مع أترابها للتسلي بدق بريدج العشاء والسهرة الراقصة، أو الذهاب إلى السينماء.
وبعد السينماء يدور لعب البوكر حتى مطلع الفجر، فكل لياليهن ليالي قدر (بعيد الشبه).
ومن يرى هذه المشاهد كيف تحمله رجله أو يتجرأ على دخول هذه البروج الحصينة؟! وإذا رأيت في يد البنت كتابا فلا يكون إلا رواية غرامية من العيار الثقيل، فكأنها خريج كلية حقوق يعمل (الستاج).
وهب أنه تقدم لخطبتها شاب أعمى القلب لا يقدر العواقب، فهناك البلاء وشروط المسكوب على السلطان.
سيارة كاديلاك موديل السنة الحالية، وشوفير مثل ياور سلاطين بني عثمان، وماشطات، وطاهيات، وغاسلات، وألف ضربة سخنة، في قصر من قصور ألف ليلة وليلة.
Bog aan la aqoon