وأقبلت المرأة ومعها دجاجة تقوق ولكنها قامت عن البيض، وعجزت المرأة عن ردها إلى حضنها. فرأت أن يصلي لها المطران عليها لعلها تلزم بيضها.
فهز المطران برأسه والبرد يتساقط كالملبس، وجاءت سحابة ثانية أسخى من الأولى فصارت المهمة صعبة الإنجاز. فهمز المطران البغلة وصاح: بق البحصة يا شماس.
فبقها الشماس وجاد على أم تلك الدجاجة بما تيسر من سبابه. وبعد أن شبع، عدا وراء صاحب السيادة وهو يقول: ما قلت لك يا سيدنا إن مسبة الدين في وقتها تسابيح.
وكان المطر قد خرق ثياب المطران حتى بلغ الجلد فلجأ إلى أول بيت أدركه على طريقه، وهناك نشف قليلا ذاك البلل.
من هنا جاء قول المثل عندنا: بق البحصة، ومعناه بح بسرك المكتوم ولا تبق شيئا مما أنت تكتمه طويلا.
ترى لو بق أحدنا البحصة، أفلا يقول لأصحابنا من نواب وحكومة: لقد صيرتم ما تسمونه اللعبة البرلمانية لعبة حقا؟ إن الشعب الذي تخطبون وده قد هاله أن يصير مجلسه ندوة ابتهارات، وسباب وشتائم. وكيف يحق لكم فيما بعد أن تقاضوه حين يخل بالأمن.
إذا كان رب البيت بالدف مولعا
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
إن السكرستاني يسجد للقربان كل ما مر أمامه على أعين الناس، وإن كان يرفع الكلفة متى خلت الكنيسة من البشر. فعلى الأقل اجعلوا جلساتكم سرية متى أعددتم لها بضاعة مكتوبا عليها (سريعة الانفجار) وإلا فلا يبقى لكم وللندوة حرمة.
إنني أتعجب كيف تجعلون قبة البرلمان كقبة العهد ساعة تشاؤون. وكيف تخترقون حرمتها ساعة تريدون؟ فأي صاحب بيت يرضى أن يفعل الناس في داره مثلما يفعل في المجلس النيابي. أليست الندوة بيت الأمة التي عنها تنوبون وباسمها تحكمون.
Bog aan la aqoon