Nolosha Masiixa: Taariikhda iyo Daahfurka Casriga ah
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Noocyada
وفي مثل من الأمثلة التي تعمر بها أقوال المسيح عبر لهم عن الموقف كله بأن يحسبوا النفقة كلها قبل بناء حجر في البرج الشامخ.
من منكم - وهو يريد أن يبني برجا - لا يجلس ليحسب نفقته، ويعلم هل لديه ما يلزم لكماله؟
فهذا حساب التكاليف جميعا قبل وضع الحجر الأول في أساس البناء، وإلا فلا حجر، ولا أساس، ولا برج هناك، وخير لمن تخذله القدرة، وتعوزه النفقة أن يترك الأرض والحجر والبناء.
فمن نظر إلى الأرض فرأى شعابا تتقاطع، ومفارق تختلف؛ فليرفع نظره من تلك الشعاب، ولينظر إلى الأفق الذي تنص إليه الركاب، فهناك القبلة التي يتلاقى عندها ما تشعب، وينتهي إليها ما اعوج أو استقام من الدروب.
ولقد كان المستمعون إلى السيد المسيح، وأولهم تلاميذه وأتباعه، يعجبون منه لأمرين: ترحيبه بالأطفال الصغار، وخطابه للمنبوذين المحقرين، فانتهرهم حين رآهم يبعدون عنه أطفال القرى وقال لهم:
دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم، فمن لم يقبل على ملكوت الله طفلا فلن يدخل إليه.
وقال لقوم أيقنوا أنهم أبرار واحتقروا المشهورين بالذنوب: «صعد اثنان إلى الهيكل يصليان، فريسي وعشار.
فأما الفريسي فراح يقول في صلاته: حمدا لك يا إلهي! إنني لست كسائر هؤلاء الخاطفين الظالمين الزناة، ولا كمثل ذلك العشار، أصوم في اليوم مرتين، وأؤدي حق العشر عن كل ما أقتنيه.
وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه إلى السماء، وقرع صدره وابتهل إلى الله: ارحمني يا إلهي أنا الخاطئ. فهبطا إلى بيتهما؛ هذا مستجاب، وذلك غير مبرور.»
وتكررت هذه الأمثلة، فتكرر معها العجب من المستمعين إليه من آمن به وأحبه ومن كفر به وحنق عليه، ولو أنهم إذ كانوا يعجبون ذلك العجب قد عرفوا رسالته، واستقبلوا قبلته، لما أنكروا عليه أن يشخص ببصره إلى بعيد، وأن يزهد في يومه، ثم يمتد بالرجاء إلى غده، فإنما في الغد يوم أولئك الأطفال المرتقب، وإنما يرجى لتبديل الحال من لا يعنيه من الحاضر إلا أن يزول.
Bog aan la aqoon