Nolosha Masiixa: Taariikhda iyo Daahfurka Casriga ah
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Noocyada
أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، ادعوا لمن يسيئون إليكم، من لطمك على خدك الأيمن فحول له الأيسر، ومن أخذ رداءك فامنحه ثوبك، وكل من سألك فأعطه، ومن أخذ ما في يدك فلا تطالبه، وما تريدون أن يصنعه الناس لكم فاصنعوه لهم أنتم، وأي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ إن الخطاة ليحبون من يحبهم، وأي فضل لكم إن أقرضتم من يردون قرضكم؟ إن الخطاة ليقرضون من يقارضهم، بل تحبون أعداءكم، وتحسنون وأنتم لا ترجون أجركم ...
وقائل هذا هو القائل:
إن أخطأ أخوك فوبخه، وإن تاب فاغفر له، وإن أخطأ إليك سبع مرات وتاب إليك سبع مرات فتقبل منه توبته.
وهذا نقيض ذاك:
هذه الرحمة التي تعم الأعداء والأحباب نقيض البغضاء التي تشمل بها أحب الناس إلى الناس: الآباء والأمهات والأبناء وذوي الرحم والقربى.
إنهما تتناقضان غاية التناقض إلا على وجه واحد، وهو توجيه النظر إلى قبلة غير القبلة ووجهة غير الوجهة، وغاية قصوى غير تلك الغاية القصوى التي تستدبرها.
وإذا افترقت الطريقان، ووجب عليك أن تمضي هنا أو هناك، فلا جناح عليك أن تمضي حيث سددت خطاك، ولو كرهت نفسك وحملت صليبك وانقطعت عن ذويك.
وما من أحد يأبى أن يحب ذويه، وأن يحبه ذووه إذا ساروا حيث سار، واستقاموا معه حيث استقام، فليس عن هذا يجري الحديث، ولا في هذا موضع للنصيحة والتفضيل، وإنما يجري الحديث ويستمع النصح حيث يتعارض الطريقان ويتناقضان.
وإنما يجري الحديث ويستمع النصح حيث تتقابل القبلتان، وحيث تمضي هنا مع الله وتمضي هناك مع مامون.
ولا تناقض في هذا المفترق بين نصيحة من تلك النصائح، أو آية من تلك الآيات، فكلها على نهج واحد من أول الطريق إلى غايته، ولهذه الغاية القصوى ينبغي أن يتحول من يممها بخطاه، وآثرها بهواه.
Bog aan la aqoon