198

والتساهل فيها للحفاظ على النظام العام ، وصيانة النفوس ، وحمايتها من الاعتداء وليس للحاكم ان يقف موقف اللين والتسامح مع المعتدى مهما كانت له من مكانة مرموقة في المجتمع ، وقد أعلن ذلك الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم وطبقه على واقع الحياة فقد سئل أن يعفو عن سارقة لشرف أسرتها فأجاب :

« انما هلك من كان قبلكم لأنهم كانوا إذا أذنب الضعيف فيهم عاقبوه ، واذا أذنب الشريف تركوه ، والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها .. » (1)

وجلد صلى الله عليه وآلهوسلم أصحاب الإفك ، وفيهم سطح بن اثاثة (2) وكان من أهل بدر ، هذا ما يقتضيه العدل الاسلامى الذي لا يفرق بين الابيض والاسود ، والضعيف والقوي ، والرئيس والمرءوس فهم سواسية أمام القانون ، وقد جافى عثمان ذلك ، وخالف ما يقتضيه العدل فلم يفد عبيد الله لأنه ابن عمر ، وفتى من فتيان قريش فآثر رضا آل الخطاب ورضا قريش فعفا عنه ، وابعده الى الكوفة ، ومنحه دارا يسكن فيها ، وقد فتح بذلك باب الفوضى والفساد ، ومكن ذوي النفوذ أن ينالوا من الضعفاء ، الذين ليس لهم ركن يأوون إليه.

2 ان عثمان قد الغى رأى أمير المؤمنين الذي الزم بالقود ، وهو من دون شك أعلم بحدود الله واحكامه ، واستجاب لرأي ابن العاص الذي عرف ببغيه وحقده على الاسلام.

3 ان المصلحة العامة كانت تقضى بالقود وعدم العفو عنه لأنه

Bogga 207