Hawamil Wa Shawamil

Miskawayh d. 421 AH
14

Hawamil Wa Shawamil

الهوامل والشوامل

Baare

سيد كسروي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

كَذَا وَكَذَا. وَأَنا وَالله أجد من الرَّاحَة مَا يجده المثقل بِالْحملِ إِذا خفف عَنهُ وكأنني فرغته من وعَاء ضيق إِلَى أوسع مِنْهُ ثمَّ لم ألبث أَن عَادَتْ الصُّورَة فِي ثقله وجثومه على قلبِي إِلَى أَن كفيته بظهوره من جِهَة غَيْرِي. وَهَذَا الَّذِي قد نثره الرجل قد نظمه الآخر فَقَالَ: وَلَا أكتم الْأَسْرَار لَكِن أنمها وَلَا أدع الْأَسْرَار تغلي على قلبِي فَإِن قَلِيل الْعقل من بَات لَيْلَة تقلبه الْأَسْرَار جنبا إِلَى جنب. يروي: وَإِن غبين الرأى. وَقد سبق الْمثل الْمَضْرُوب بِالْملكِ الَّذِي كَأَن أُذُنه أذن حمَار فَإِن صَاحب ذَلِك الْمثل أَرَادَ أَن يُبَالغ فِي الوصاة بِحِفْظ السِّرّ فَأخْبر أَن الشّجر والمدر غير مَأْمُون على السِّرّ وَأَنه ينم بِهِ فَكيف الْحَيَوَان وَهَذَا مَا تَقول الْعَامَّة: للحيطان آذان. وَأما قَول الشَّاعِر: وإخوان صدق لست مطلع بَعضهم على سر بعض غير أَنِّي جِمَاعهَا يظلون شَتَّى فِي الْبِلَاد وسرهم إِلَى صَخْرَة أعيا الرِّجَال انصداعها. وَقَول الآخر: وأكتم السِّرّ فِيهِ ضَرْبَة الْعُنُق. فَكَلَام لَا يَصح وَدَعوى لَا تثبت فاسمعه سَمَاعا وَإِيَّاك والإغترار بِهِ. (مَسْأَلَة مركبة من أسرار طبيعية وحروف لغوية) وَهِي: لم ثار اسْم من الْأَسْمَاء أخف عِنْد السماع من اسْم حَتَّى إِنَّك لتجد الطَّرب يعترى سامع ذَاك أَنا رَأَيْت بعض من كَانَ يهوى البحتري ويخف لحديثه ويتعصب لقريضه يَقُول: مَا أحسن تشبيب البحتري بعلوة وَمَا أحسن اخْتِيَاره علوة.

1 / 45