Dhacdooyinka Waqtiga

Shams Diin Jazari d. 739 AH
152

Dhacdooyinka Waqtiga

Noocyada

============================================================

خزائن البلدان، كل خزانة مذكور فيها في الكتب اسم المدينة وما فيها من الأنهار والأعين، ومادية البلد من أين هي، ومن أين يدخل عليها الضرر، ويحصل له النفع، حتى ما فيه من الكنوز والدفائن وأين هي مدفونة . لأن لما غلب المسلمون على بلادهم يلحقوا يستصحبوا معهم جميع ما ملكوه فدفنوه وكتبوا به كتبا ووضعوها في خزائن وتركوها في كنيسة القسطنطينية لأجل ذريتهم لزعمهم أن البلاد تعود إليهم، فمن أجل ذلك إن المغاربة قد اختصوا بعلم الكنوز دون غيرهم، وسبب ذلك أن المغاربة والفرنج لا يزال الحرب بينهم فإذا أسروا(1) الفرنج من المغاربة جعلوا أكثرهم خدام الكنيسة، ويكون بعضهم يحسن الخطا ويكون عنده خدمة، فيبالغ في خدمة القسيس المتسلم للخزائن، فربما بعض القساقسة/182/ اشتهى أن ينفع ذلك الأسير لأجل خدمته له في المدة الطويلة فيكتب له صفة كنزا(2) أو دفينة، ثم يتوصل ذلك المغربي إلى ذلك البلد فيجده وقدا تغير بنيانه وصفات الموضع. وربما بعضهم آدركه أجله فيعطي الورقة لأسير أخر فما يدري كيف قال له القسيس، فمن أجل ذلك يحصل لكثير منهم الخبيط والتخليط. ومثل هذا النوع كثير.

ومما حكى لي الشيخ الفاضل شمس الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الجزري، الكتبي، رحمه الله قال : أسروا(2) الفرنج لشخص من قرية باعينائا وهي ظاهر الجزيرة العمرية، وبعث به صاحبه لخدمة كنيسة القسطنطينية، فتعلق الأسير بخدمة البترك الكبير وتقرب إلى قلبه مدة عشر سنين . فلما كان في بعض الأيام هو وإياه قاعدين وقد خلت الكنيسة ولم يبق فيها غيرهما قال له البترك: أيش قولك في ثلاثة آلاف دينار مصرية، أعجل لك منها ألف دينار والباقي بعد عودك من قضاءا الشغل، وأين شئت تذهب بعد ذلك. فقال له: ومن لي بذلك؟ فحلفه البترك وحلف له البترك أيضا على أنه متى قضى شغله أعطاه تمام ثلاثة آلاف دينار وحيث شاء يسافر. ثم إنه وزن له ألف دينار وكتب له إلى جميع البلاد بالوصية عليه وأن يمكنوه(4) الفرنج من السفر حيث/183/شاء. فسافر وتوصل إلى قريته باعيناثا واجتمع بأهله وأقام مذة، ثم بعد ذلك قال لأخيه أريد أن تمشي إلى خلف الجبل الذي لنا. ثم إنهما أخذا معهما معول وفاس(5)، وصعدا الجبل، وجاؤوا إلى ورائه(2) فرأوا في جنبه بيرا كما وصفه له البترك، فأراد الأسير النزول، فقال له (4) الصواب: "يمكنه" .

(1) الصواب: "أسر".

(5) الصواب: "معولا وفأسا" .

(2) الصواب: "كنز" .

(3) الصواب: "أسر" .

(6) في الأصل: "وراه".

Bogga 151