Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
وعلى كل تقدير يحتاج إلى الحكمة في الاقتصار على سؤال الذين باتوا قال ابن حجر: بناء على أن وقت صلاة العصر ثابت وأن السؤال واقع على أصحاب الليل وأصحاب النهار ما نصه، أو يحمل قوله: (ثم يعرج الذين باتوا) على ما هو أعم من المبيت بالليل والإقامة بالنهار فلا يختص ذلك بالليل دون النهار ولا عكسه بل كل طائفة منهم إذا صعدت سئلت، وغاية ما فيه أنه استعمل بات في مقام مجازا ويكون قوله: (ويسألهم) أي كلا من الطائفتين في الوقت الذي يصعد فيه، ويدل على هذا الحمل رواية موسى بن عقبة عن أبي الزناد عند النسائي ولفظه (ثم يعرج الذي كانوا فيكم)، إلى أن قال: وهذا أقرب الأجوبة، ووقع هذا الحديث من أخرى واضحا وفيه التصريح بسؤال كل الطائفتين، إلى أن قال: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتبيت أي تقيم ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي) الحديث وهذه الرواية تزيل الإشكال وتغني عن كثير من الاحتمالات المتقدمة فهي العمدة، ويحمل ما نقص منها على نقص بعض الرواية انتهى، وهذا في غاية الظهور إذا ثبت اجتماعهم عليهم السلام عند صلاة العصر كما ذكروا أو عند صلاة المغرب مثلا وهو المناسب للتعاقب بالليل والنهار وكنا نعتقده، ولكن لم نر في ذلك نصا لموافق ولا لمخالف، والله أعلم.
Bogga 23