Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
الباب السابع والأربعون في فضل الصلاة وخشوعها قوله: (لكل شيء عمود) إلخ قال في النهاية: العماد والعمود الخشبة التي يقوم عليها البيت انتهى، والظاهر أنه من باب الاستعارة بالكناية وهو أنه شبه الدين بذي عمود يقوم عليه تشبيها مضمرا في النفس، ولم يصرح بشيء من أركان المشبه به ليساوي المشبه الذي هو الدين، وأثبت له شيئا من لوازم المشبه به الذي هو العمود على جهة التخييل، ولما كانت الصلاة هي عمود الدين غيرها تبع لها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه بتقديم أبي بكر فيها فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، قال في الموجز: فلما أن ولاه عليه السلام الأمر الذي هو العمود عرف المسلمون أن ما سوى العمود محمول على العمود فلذلك أجمعوا على بيعة أبي بكر رضي الله عنه.
قوله: (وعمود الصلاة الخشوع) قال ابن حجر: والخشوع تارة يكون من فعل القلب، وتارة من فعل البدن كالسكون، وقيل: لا بد من اعتبارهما، حكاه الفخر الرازي في تفسيره، وقال غيره: هو معنى يقوم بالنفس يظهر عنه سكون في الأطراف يلائم مقصود العبادة، ويدل على أنه من عمل القلب حديث علي (الخشوع في القلب) أخرجه الحاكم، وأما حديث (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه) ففيه إشارة إلى أن الظاهر عنوان الباطن إلخ.
وذكر في الوضع فيه خلافا حيث قال: واختلف العلماء في معنى الخشوع في الصلاة فقال عمرو بن دينار: ليس الخشوع بالركوع ولا بالسجود ولكنه السكون وحسن الهيئة في الصلاة، وقال ابن سيرين: هو أن لا ترفع بصرك عن موضع سجودك، وقال بعضهم: هو جمع الهمة لها، والإعراض عما سواها، وقال بعضهم: يحتاج المصلي إلى أربع خصال حتى يكون خاشعا: إعظام المقام، وإخلاص المقال، واليقين التام، وجمع الهمة إلخ، وكلام أصحابنا رحمهم الله يدل على أنه لا بد من خشوع القلب والجوارح، قال الشيخ أبو نصر رحمه الله:
Bogga 14