ثم قال: تظاهرت الآيات والأخبار والآثار، وتوازت وتطابقت الدلائل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم والحث على تحصيله والاجتهاد في أسبابه وتعليمه، وروى أبو الشيخ وابن عبد البر عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والوزير عند الأخلاء، والقرين عند الغرباء، ومنار سبيل الخير يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير قادة هداة يهتدى بهم، أدلة في الخير تقتص آثارهم، وترمق أفعالهم، وترغب الملائكة في خلتهم، ثم بأجنحتها تمسحهم، وكل رطب ويابس يستغفر لهم حتى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها، لأن العلم حياة القلب من العمى، ونور الأبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى، التفكر فيه يعدل الصيام، ومدارسته <1/34> تعدل القيام، وبه توصل الأرحام، هو إمام والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء" انتهى.
Bogga 33