209

Hashiyat Tartib

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فأكل« وفي البخاري: "دعت رسول الله لطعام صنعته له فأكل"، إلخ قال ابن حجر: قوله: "لطعام" أي لأجل طعام، وهو مشعر بأن مجيئه كان لذلك لا ليصلي بهم ليتخذوا مكان صلاته مصلى لهم كما في قصة عتبان بن مالك الآتية، وهذا هو السر في كونه بدأ في قصة عثمان بالصلاة قبل الطعام وهنا بالطعام قبل الصلاة فبدأ في كل منهما بأصل ما دعي لأجله انتهى.

قوله: »ثم قال قوموا« قال ابن حجر: "استدل به على ترك الوضوء مما مست النار لكونه صلى الله عليه وسلم صلى بعد الطعام، وفيه نظر، لما رواه الدار قطني في غرائب مالك عن البغوي عن عبد الله بن عون عن مالك ولفظه: "صنعت مليكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فأكل منه وأنا معه ثم دعا بوضوء فتوضأ، الحديث" انتهى.

وأقول: الصحيح أنه لا يجب الوضوء مما مست النار لما تقدم، وهذا الحديث إن صح فيحتمل أنه إنما توضأ لكونه على غير وضوء قبل ذلك، أو أن المراد الوضوء اللغوي وهو النظافة فالمراد غسل اليدين والفم، والله أعلم.

قوله: »أصلي بكم« في بعض الروايات "فلأصلي لكم" كما في الإيضاح والبخاري.

Bogga 210