Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قال في السؤالات في قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم, أمواتا فأحياكم}الآية[البقرة:28]، كانوا أمواتا في أصلاب ابائهم فأحياهم، ثم أخرجهم ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها، ثم أحياهم للبعث وهما حياتان وموتتان زيادة، وهذا التفسير يدل على أن سؤال منكر ونكير وعذاب القبر للمسلم ليس بصحيح، وهو قول جل الإباضية والشيعة، وحكى أبو عمر عن أبي الربيع أنه ندم على ذكر هذه المسألة وإثباته وحكايته في كتابه الثالث عن أبي عبد الله رحمه الله وإن كان قالها أبو عبد الله رحمه الله"، انتهى.
لكن في قوله: "وهذا التفسير يدل" إلخ، فيه تأمل من وجهين، أحدهما أن هذا التقرير يدل على أنه لا فرق في ذلك بين المسلم وغيره، والثاني أن الحياة الثانية التي للبعث هي التي يشاهدها كل أحد وتكون على رؤوس الأشهاد، وذلك لا ينافي أن تعاد الروح فيه أو في بعضه، فيكون كالنائم تصديقا للحديث، والله أعلم.
<1/215> ثم رأيت في أسرار التنزيل للفخر الرازي ما نصه: “احتج قوم بهذه الآية على بطلان القول بعذاب القبر قالوا: لأن الله تعالى بين أنه يحييهم مرة في الدنيا، والأخرى في الآخرة، ولم يذكر منهما حياة القبر، والجواب أن الله تعالى ذكر حياة القبر في هذه الآية لأن قوله: { ثم يحييكم } ليس المراد منه حياة القيامة وإلا لكان هذا عين قوله: { ثم إليه ترجعون } إشارة إلى عذاب القبر، ثم قوله: { ثم إليه ترجعون } إشارة إلى حياة القيامة، لكن في التعبير بثم على هذا تأمل، فإنه لو أراد حياة القبر لأتى بالفاء، والله أعلم.
<1/216> الباب الثاني والثلاثون
Bogga 204