Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
لكن المختار من هذه الروايات ما ذهب إليه صاحب الوضع رحمه الله كما يدل عليه كلام الإيضاح حيث قال: "وقال بعضهم وهو الأصح : “صلاة الكسوف ركعتان” لما روي أنه صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين، إلى أن قال: ويجهر فيهما بالقراءة، كما روي أنه عليه السلام كان يجهر فيهما بالقراءة لأنهما تطوع بجماعة في وقت <1/213> حاضر، وجعل وقتها حالا كصلاة العيدين، وأما الخطبة فليست هي من شروطها لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خطب لأن الناس زعموا أن الشمس إنما كسفت لموت ولده إبراهيم والله أعلم، وكذلك خسوف القمر على هذا الحال" إلخ.
قوله: »وأمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر« إلخ، ومثله ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها حيث قال: "عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها: "أعاذك الله من عذاب القبر" فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذا بالله من ذلك، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى، إلى أن قال: ثم ركع وسجد وانصرف فقال ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر" انتهى.
قوله: »وكان جابر ممن يثبت عذاب القبر« قال في القناطر: "وقد ورد الشرع به قال الله تعالى: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب}[غافر:46] وقد اشتهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن السلف الصالحين الاستعاذة بالله من عذاب القبر، فالتصديق به ممكن، ولا يمنع منه تفرق أجزاء الميت في بطون السباع وحواصل الطير؛ فإن المدرك لآلام العذاب في أجزاء مخصوصة يعلم أن الله تعالى يقدر على إعادة الإدراك إليها والله أعلم، انتهى.
Bogga 202