وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي بنفسه منه تبدى له جبرائيل فقال له: يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبرائيل فقال: له مثل ذلك، انتهى".
والوحي ذكر له في السؤالات ثمانية أوجه، حيث قالوا: والوحي يتصرف على ثمانية أوجه: على الاسترسال كقوله عز وجل: {إنآ أوحينآ إليك كمآ أوحينآ إلىا نوح والنبيين منم بعده...} الآية [النساء:163]، والذي أوحي إليهم الأعمال بالنيات، عن أبي عمرو وعن أبي محمد ماكسن قال: فوفقه الله في آرائه وأوحى الصواب إلى قلبه أي ألهمه الصواب. والثاني: بمعنى الإلهام كقوله: {وأوحىا ربك إلى النحل} [النحل:68]، {وأوحينآ إلىآ أم موسى}[القصص:7] أي ألهمها، والثالث: على الأمر قوله تعالى: {وإذ اوحيت إلى الحواريين}[المائدة:111] أي أمرتهم، والرابع: على معنى البيان كقوله تعالى: {ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه:114] أي بيانه، والخامس: الوسوسة كقوله تعالى: {يوحي بعضهم, إلىا بعض زخرف القول غرورا} [الأنعام:112] أي يوسوس، والسادس: على معنى القرآن {قل انمآ أنذركم بالوحي}[الأنبياء:45] أي بالقرآن، والسابع: على معنى الإيماء والإشارة كقوله عز وجل: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا}[مريم:11] أي أومى، والثامن: على معنى الاستقرار كقوله تعالى: {بأن ربك أوحىا لها}[الزلزلة:5] أي أقرها فاستقرت، لها أي إليها، وهدأت <1/11> وسكنت عن الحركة والزلزلة التي أصابتها، وقال: أوحى لها القرار فاستقرت.
Bogga 11