كاملتين نسبيا لحاشية الإرشاد، وعلى ثلاث نسخ ناقصة تتضمن أجزاء من الحاشية، سنأتي بتعريفها في الفصل الثالث من الباب الرابع من هذه المقدمة.
وهذه الحاشية في طريقتها وأسلوبها- كسائر آثاره الفقهية مثل المسالك والروضة والروض وفوائد القواعد- بليغة ناضجة وموزونة غير مطولة خالية عن التعقيد والإغلاق والإيجاز المخل والإطناب الممل. ويتكرر في هذه الحاشية نفس التشابه الموجود بين الروضة والمسالك، فربما صادفتنا في الروضة عبارة تكررت في المسالك أيضا، وهكذا باقي آثاره الفقهية.
ولم أقف على تاريخ تأليف الشهيد لهذه الحاشية، والظاهر أنه ألفها قبل الروضة والمسالك.
وقد تأثر الشهيد في تأليفه هذا- كباقي آثاره الفقهية- بآثار الشهيد الأول والمحقق الكركي، خاصة في تعليق الإرشاد وجامع المقاصد. وقد قمنا غالبا بتذييل موارد تأثر الشهيد بهذين الكتابين- كغيرهما- بعبارة «لا حظ تعليق الإرشاد، الورقة.»، و«لا حظ جامع المقاصد، ج. ص.». وبما أن تعليق الإرشاد للكركي لم يطبع حتى الآن فقد أرجعنا الإحالات إلى نسخته المخطوطة.
ثم اعلم أن صاحب الرياض قال:
الشيخ علي بن حمزة الطبرسي القمي، كان من أجلة متأخري فقهاء أصحابنا، وقد ينقل الشهيد الثاني بعض فتاواه في حاشيته على الإرشاد. والحق عندي اتحاده مع الشيخ نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن الطوسي الآتي، وأن الكتاب قد صحفوا الطوسي بالطبرسي. (1)
ونقله عنه صاحب الروضات (2) والعلامة السيد محسن الأمين (3)(رحمهم الله).
Bogga 318