اتفق اجتماعي به بدمشق أخريات شعبان سنة ست وستين وسبعمائة، فإذا هو بحر لا ينزف، وأجازني جميع ما يجوز عنه روايته، ثم توفي في ثاني عشر ذي القعدة (1) من السنة المذكورة بدمشق، ودفن بالصالحة، ثم نقل إلى موضع آخر.
وصلي عليه برحبة القلعة، وحضر الأكثر من معتبري دمشق للصلاة عليه (رحمه الله) وقدس روحه، وكان إمامي المذهب بغير شك ولا ريبة، صرح بذلك وسمعته منه، وانقطاعه إلى فقيه أهل البيت (عليهم السلام) معلوم.
وقد نقلت على هذا الكتاب شيئا من خطه من حواشي الكتاب الذي قرأه على المصنف، وفيه جزاز (2) بخطه أيام اشتغاله عليه، علامتها «قط».
وحكاية خطه في آخره: «فرغ من تحرير هذا الكتاب بعون الملك الوهاب العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة الله تعالى محمد بن محمد بن أبي جعفر بن بابويه في خامس ذي القعدة سنة ثمان وسبعمائة».
وهذا يشعر بأنه من ذرية الصدوق ابن بابويه (رحمهم الله)(3).
وقال الشهيد أيضا في إجازته لابن الخازن في ذكر مشايخه:
ومنهم الإمام العلامة، سلطان العلماء وملك الفضلاء، الحبر البحر قطب الدين محمد بن محمد الرازي البويهي، فإني حضرت في خدمته قدس الله لطيفه بدمشق عام ثمانية وستين وسبعمائة (4)، واستفدت من أنفاسه، وأجاز لي جميع مصنفاته ومؤلفاته في المعقول والمنقول أن أرويها عنه وجميع مروياته. وكان تلميذا خاصا للشيخ الإمام جمال الدين [أي العلامة الحلي] المشار إليه (5).
Bogga 217