17

Hashiyat Ibn Hajar Al-Haytami on Al-Idah in Hajj Rituals

حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج

Daabacaha

المكتبة السلفية ودار الحديث

Goobta Daabacaadda

بيروت

والدَّلاَئُلُ عَلَّى فَضْلِ الْحَجِّ كَثِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ في الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهَا وَفِيهَا أَشَارْنَا إِلَيْهِ كَفَايَةٌ فَتَشْرَعُ الآنَ في أبْوَابِ الْكِتَابِ وَمَقَاصِدِهِ مُستَعَيِّنًا بالله تَعَالَى مُسْتَمِدًّا منهُ التَّوْفِيقَ وَالهِدَايَةَ وَالصِّيَانَةَ وَالرِّعَايَةَ.


كله وفي خبره أيضًا الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر في معنى هذين تأويلان أحدهما تكفير الصغائر بشرط أن لا يكون هناك كبيرة فإن كانت لم يكفر شيء لا الصغائر ولا الكبائر والثاني وهو الأصح المختار أنه يكفر الصغائر وتقديره تغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر انتهى وما صححه واختاره ينافيه ظاهر الحديثين والآية المذكورة فنأمل ذلك (قوله والدلائل على فضل الحج كثيرة مشهورة في الصحيحين وغيرهما) منها قوله ﷺ تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة ما بينهما يزيد في العمر والرزق وفي رواية فإنهما ينفيان الفقر والذنوب وورد حجج تترى وعمر نسقا يدفعن ميتة السوء وعيلة الفقر والمراد بالمتابعة كما استظهره المحب الطبري الإتيان بكل عقب الآخر بحيث لا يتخلل بينهما زمان يصح إيقاع الثاني فيه وله احتمال أن المراد به العرف ولو قيل بترجيحه لم يبعد ومعنى تترى أي بعضها في إثر بعض ويأتي ما ذكر من الاحتمالين والعيلة الفاقة وصح في فضل الحج والعمرة أحاديث أخر كثيرة منها قوله ﷺ الحج يهدم ما قبله وقوله اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج وقوله استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة وقوله إن الله تعالى يقول إن عبدًا صحت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلى المحروم وهو محمول على تأكد استحباب الحج والعمرة في المدة المذكورة والقول بوجوبه في كل خمسة أعوام أخذًا من ذلك خارق للإجماع وقوله ما أمعر أي بمهملتين افتقر حاج قط وقوله عمرة في رمضان تعدل حجة معي وصح أيضًا من الذين لا ترد دعوتهم الحاج حتى يصدر وأن النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف.

17