لحظة عشوائية أقوى من كافة وسائل التفكير والتدبير. وأدركت عفيفة كما أدرك شمس الدين أن الحاضر يدفع الماضي ويعدمه ويدفنه. وتمتم مجاهد إبراهيم: أي قدر يعبث بأب ووحيده؟
فولولت عفيفة هاتفة: إنه الشيطان.
وخيم صمت فوق جلال مثل جبل. ما زال صدره يعلو وينخفض. هتف مجاهد إبراهيم: يا معلم جلال!
وهتفت عفيفة: لتشملنا رحمة الله القدير.
وسأل شيخ الحارة الحلاق: ماذا تجد؟
فأجاب الحلاق وهو لا يكف عن عمله: العمر بيد الله وحده. - ولكن لك خبرتك أيضا؟
فاقترب منه وهمس في أذنه: لا نجاة من تلك الضربة.
24
فتح جلال عبد الله عينيه المظلمتين. لم يكد يعرف أحدا. طال صمته حتى حطم أعصاب من حوله، ولكنه أخذ يستعيد قبسات من إدراكه. تمتم: إني راحل!
فتأوهت عفيفة قائلة: بعد الشر عنك!
Bog aan la aqoon