دائما تتردد تلك الأقوال في كل لقاء. وفي طريق العودة إلى الدار يقول له رمانة: هؤلاء الناس لا يكفون عن الأحلام.
ويقول له أيضا: لولا عمك وحيد ما كان لنا قيمة في هذه الحارة.
ومرة قال عزيز: ولكن وحيد ليس مثل عاشور. - لا أحد مثل عاشور، لقد انتهى عصر المعجزات، حسبنا أن رجعت الفتونة إلى آل الناجي.
تمنى أن ينفذ إلى أعماقه. وكان - في الاجتماعات - يسترق النظر إليه فينشرح صدره بضوء الحماس المشع من عينيه.
50
وذات مساء قالت عزيزة لعزيز: جاء اليوم الموعود.
أدرك ما ترمي إليه، ولكنه انتظر فقالت: تستطيع الآن أن تضطلع بشئونك، لم تعد صبيا، استقل بتجارتك، عندي من المال ما يضمن لك نجاحا مثل نجاح أبيك.
فهز رأسه موافقا، ولكنها لم تلمس الحماس الذي توقعته فقالت: أبعد عنك عدو أبيك، وحسبه ما نهب من مالك. - هذا متفق عليه! - ولكنك لا تبدي الحماس الواجب. - الحماس متوفر، طالما انتظرت هذا اليوم. - ستنفذه فورا؟ - أجل. - ولكنك مشغول البال، أكثر من مرة لاحظت ذلك فعللته بمتاعب العمل. - هو ذلك!
فقالت بارتياب: كلا يا عزيز، عيناك تحدثانني بأن هناك شيئا آخر.
فضحك قائلا: لا تجعلي من الحبة قبة.
Bog aan la aqoon