فصرخ بكر في هياج: الخراب أحب إلي من النجاة على يدك!
فقال الشيخ طلبة القاضي شيخ الزاوية: لا يجوز تبديد رحمة من السماء.
فصاح بكر: ما جاء إلا للشماتة والانتقام.
وأحاط الدائنون ببكر يهدئونه ويقنعونه، وقال الشيخ طلبة القاضي: فليؤجل المزاد حتى نستقر على رأي لا يعقبه ندم.
39
ختم بكر حديثه، ثم نظر نحو رضوانة وقال: هذه هي الحكاية.
انتظر التعليق بشغف محموم ولكنها ارتبكت وقهرت ولم تجد ما تقوله. انحصرت في قفص من نظراته الحادة المستطلعة. وتساءل بكر: ما لك لا تتكلمين؟
غاصت أكثر في الصمت، وغلبت على أمرها. فعلت السخرية في نبرته وهو يقول: خبريني برأيك؟
فهربت ببصرها نحو البسملة المؤطرة بالذهب المثبتة فوق الجدار، وقالت مدفوعة بإرادة يائسة: ماذا أقول والأولاد مهددون بالتسول؟! - أسمعيني رأيك صريحا مثل النار.
فقالت وقد استردت بعض عنادها: أرى أنه يرغب في إنقاذ سمعة الناجي.
Bog aan la aqoon