38
تطايرت التوقعات من رأس إلى رأس. سرت الهمهمة مثل الطنين. دارى سعيد الفقي ابتسامة. اصفر وجه بكر وارتعشت أطرافه، أما خضر فقد رفع يده بالسلام، وتلقى الرد بترحيب ورجاء، وقال سعيد الفقي: جئت في وقتك!
وتساءل عثمان الدرزي: أجئت متزايدا؟
فقال خصر بأسى: بل جئت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أدرك الجميع أنه يتكلم من موقع القوة والثقة، وأن الفتى نجح في مهجره وأثرى، فانتعشت أنفس الدائنين وقال صوت: فليبارك الله خطاك.
فقال خضر: إذن فليؤجل المزاد لعلنا نصل إلى اتفاق.
عند ذاك صرخ بكر: كلا!
تركزت عليه الأبصار في ذهول فصاح مخاطبا أخاه: لن يطهرك الزمن من جريمتك، فاخسأ ملعونا غير مشكور!
وتناثرت الاعتراضات مثل الرذاذ وقد تلاحقت السحائب الراكضة، فانعقدت خيمة دكناء.
وقال خضر برجاء: دعني أقم بواجبي.
Bog aan la aqoon