Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Noocyada
لقد جاء الحلاج ليضيف جديدا إلى التصوف الإسلامي، في صلته بالله، وفي صلاته بالحياة.
لقد جاء الحلاج لا ليكون صورة مكررة من الناس أو العلماء، أو سطورا متلألئة في كتب التاريخ بجانب السطور التي خطها المفكرون أو العابدون.
جاء ليكون كتابا وأمة، جاء ليقيم منهجا، ويرسم طريقا، ويفتح أفقا، ويجعل من نفسه بعد هذا، صورة صادقة معبرة وقائمة بمنهجه وطريقه وأفقه.
جاء ليصنع من تاريخه معالم وصورا، تهتدي بها الإنسانية، في سيرها المضيء إلى الله، وفي جهادها العنيف للكمال والتسامي.
كان الحلاج ينشد في المعرفة، أن يظفر الصوفي، بحظ من الفيض الإلهي، ليعبر دائما عن الإرادة الإلهية.
فإذا عبر عنها ارتفع إلى أفقها وقداستها، فأصبح قوله، صورة إيمانه في دنياه ودينه.
ومن هنا جاءت عظمة العقيدة الحلاجية، التي أخذت كل شيء بقوة وعزم وبقداسة، ولم تقبل أبدا، تساهلا، أو ترددا، أو تقية.
يقول الحلاج: «الواجب على أولياء الله، أن يتوجهوا إلى الله وحده، ويتحققوا بمعنى العبودية الكاملة، ويطيعوا أمره مهما كلفهم ذلك، من عنت وشقاء.»
والولاية عند الحلاج: تبلغ كمالها عن طريق الابتلاء، واحتمال الألم، وتبلغ جلالها، بالجهاد والتضحية.
فالصوفي المحب، هو الذي وهب نفسه لله، وصبر على ابتلائه في دنياه، صبره على امتحانه في حبه وإيمانه.
Bog aan la aqoon