Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Noocyada
وذلك خلود من ظفر بجوهرة الحب الإلهي، واستشهد في سبيلها.
عصره وحياته
الفرس والتصوف
يقول عبقري الفكر الإسلامي، العلامة الفيلسوف البيروني: «العلم شجرة أصلها بمكة، وثمرها بفارس، وهي كلمة من الكلمات التي تلقي بالأضواء على التاريخ.»
لقد كان فجر البعث القرآني بأم القرى، وعلى قيثارة الوحي، تفتحت مشاعر العرب للهدى، فحملوا كلمات الله إلى آفاق الدنيا، يخرجون الناس من الظلمات إلى النور، ويهدون الإنسانية صراطا مستقيما.
وتسلم الفرس من العرب تراث الوحي غضا مشرقا، بكل ما فيه من نور وقوة، وإلهام وحياة.
وتفجرت فارس عيونا، وتفتحت آفاقا، وربت فيها الثقافة الإسلامية وتلألأت، وأينع ثمرها، وآتت أكلها، وانبعثت قواها، مبدعة وصانعة، لأكبر نهضة ثقافية عرفها التاريخ، حتى رأينا عجبا، وشهدنا إعجازا، ففي كل قرية، عباقرة كبار، وفي كل أفق، نجوم وأقمار، وفي كل مكان أئمة عمالقة، يبدعون ويبتكرون وينشئون، ومن هنا جاء الخبر المأثور: «لو كان العلم بالثريا، لناله رجل من فارس.»
وأبناء فارس - كما يقول ابن النديم - مشبوبو القلب والعاطفة والخيال، فيهم استجابة فطرية، للمعارف الروحية، والأذواق الوجدانية. ومن ثم وجد التصوف الإسلامي، في أرض فارس أفقه ومجالاته، والينابيع التي تمده بالزكاء والنماء، والقلوب التي تتفتح له وتقتات به ... وكما يقول المستشرق ماسنيون:
1 «أصبحت فارس الملهمة، المركز الأكبر للتصوف الإسلامي، الذي يوافق فطرتها وملكاتها.»
ويحدثنا الدكتور عبد الوهاب عزام عن أثر شعراء فارس في تشكيل الحياة الروحية وتعميقها في الإسلام
Bog aan la aqoon