Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Noocyada
7 «دخل الحسين بن منصور مكة ومعه أربعمائة رجل، فأخذ كل شيخ من شيوخ الصوفية جماعة، قال: وكان في سفرته الأولى كنت آمر من يخدمه، قال: ففي هذه الكرة أمرت المشايخ وتشفعت إليهم ليحملوا عنه الجمع العظيم.
قال: فلما كان وقت المغرب جئت إليه، وقلت له: قد أمسينا فقم بنا حتى نفطر، فقال: تأكل على أبي قبيس؟ فأخذنا ما أردنا من الطعام، وصعدنا على أبي قبيس، وقعدنا للأكل، فلما فرغنا من الأكل، قال الحسين بن منصور: لم نأكل شيئا حلوا، فقلت: أليس قد أكلنا التمر؟ فقال: أريد شيئا قد مسته النار!
فقام وأخذ ركوبته وغاب عنا ساعة، ثم رجع ومعه جام حلواء، فوضعه بين أيدينا، وقال: باسم الله، فأخذ القوم يأكلون، وأنا أقول مع نفسي، قد أخذ في الصنعة التي نسبها إليه عمرو بن عثمان!
قال: فأخذت منه قطعة ونزلت الوادي، ودرت على الحلويين أريهم ذلك الحلواء، وأسألهم هل يعرفون من يتخذ هذا بمكة؟ فما عرفوه، حتى حمل إلى جارية طباخة فعرفته، وقالت: لا يعمل هذا إلا بزبيد، فذهبت إلى حاج زبيد - وكان لي فيه صديق - وأريته الحلواء فعرفه، وقال: يعمل هذا عندنا إلا أنه لا يمكن حمله، فلا أدري كيف حمل، وأمرت حتى حمل إليه الجام، وتشفعت إليه ليتعرف الخبر بزبيد، هل ضاع لأحد من الحلاويين جام، علامته كذا وكذا، فرجع الزبيدي إلى زبيد.
وإذ إنه حمل من دكان إنسان حلاوي، فصح عندي أن الرجل مخدوم!»
وأبو يعقوب النهرجوري راوي القصة، من الصوفية الذين خاصموا الحلاج، خصومة مرة عنيفة، ومن الذين أثاروا حوله الصيحات المرعدة، واتهموه بالسحر والشعوذة!
ونمشي مع الجانب المخاصم للحلاج خطوة أخرى، لنستمع إلى شاهد آخر، يروي قصة ثانية نسبها إلى مجهول أسماه بالمنجم.
وهي قصة كما يقول راويها لم تذكر في حياة الحلاج، وإنما ذكرت بعد مصرعه!
يقول صاحب «تاريخ بغداد»:
8 «حدثنا علي بن أبي علي، حدثني أبي قال: أخبرني أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الشاهد الأهوازي، قال: أخبرني فلان المنجم - وأسماه ووصفه بالحذق والفراهة - قال: بلغني خبر الحلاج، وما كان يفعله من إظهار تلك العجائب التي يدعي أنها معجزات، فقلت أمضي وأنظر من أي جنس هي من المخاريق، فجئته كأني مسترشد في الدين، فخاطبني وخاطبته، ثم قال لي: تشه الساعة ما شئت حتى أجيئك به! وكنا في بعض بلدان الجبل التي لا يكون فيها الأنهار، فقلت له: أريد سمكا طريا في الحياة الساعة! فقال: أفعل، اجلس مكانك فجلست، وقام، فقال: أدخل البيت وأدعو الله أن يبعث لك به.
Bog aan la aqoon