ولما توجهتم معنا نحو صنعاء تريدون النصرة على الدين والإدالة بما مضى منكم في حرب المسلمين واجتمعنا في البلد(4) الثغر نجم من شقاقكم(5) وظهر من سيء أخلاقكم ما تحقق الناس معه خبث سرائركم، وفساد ظواهركم لم تتركوا إعمولة في روح، ولا مواصلة لعدو، ولا دلالة على عورة لمسلم(6) شهد بذلك ما كان من طلوع علي بن وهاس ليلا إلى براش(7) وهو بزعمه الناصح الناصر، وما فعله دواد من الملاقاة للأسد ومماليكه في مثني الغواير من غير مانع ولا حاجز، وأظهر من ذلك خلاف ما عمل من المسطور من سلامته من تحت السيوف، وإخراجه لا عن إذن أحد بل رغم الأنوف، وأثبتوا الأعمولة(1) فينا يوم الجيوث، فلم يسعدهم الجد، ولا ساعدهم المطلوب(2) بل قصرت عساكر الحق من هممهم، وقلت عزائمنا «من»(3) غروب زعمهم(4) وصيرنا منهم بعد ذلك على أمر من العلقم، وآلم الأجسام من سم الأراقم(5)، ومضرتهم ممكنة لنا، واستئصال شأفتهم غير معجز لمثلنا، وإنما تركنا ذلك كرما في الطبيعة، وبعدا من الأعمال الشنيعة(6) وفي خلال الرباط منهم والصبر ينزل إليهم تحت الصلحيات بالخمر، بسيافها منهم أولى الفخر، نقل ذلك منهم من شهد الأمر، واطلع على مكنون السر، ونحن نتجرع(7) غصص الاصطبار، ونتخلق لتأليفهم وتقريبهم بخلق الأحرار، ونطمع في أن ينتقلوا عن عمل أهل النار إلى أعمال المتقين الأبرار.
وهيهات أن يجنى من الشر رأيا شافيا
ونمترى من ذكران المعز حلبا صافيا
Bogga 77