253

Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Noocyada

ولكن زارا لم يصخ سمعا وقد أزعجه أن تكون جباله آهلة بمثل هذا العدد من الناس، وتساءل عما آلت إليه عزلته فقال: إن مملكتي ليست من هذا العالم فلأذهبن مفتشا على جبال جديدة.

ها إن ظلي يدعوني، ولكن ما يهمني هذا الخيال وعليه هو أن يتبعني، أما أنا فأهرب منه.

ومشى زارا فإذا به يرى المتسول يركض أمامه وظله يجد في السير من ورائه، غير أن زارا أدرك أن الجنون كاد يستولي عليه، فوقف فجأة ينفض عن نفسه ما علق بها من كيد واحتقار، وهو يقول: أفما يتعرض أمثالي القديسون الشيوخ إلى أغرب الحادثات؟

والحق أن جنوني قد تزايد في هذه الجبال، وها أنذا أسمع قرقعة ستة أقدام حكمها الجنون.

لا حق لزارا أن يخاف من خيال فيسطو عليه الوهم حتى يرى رجلي خياله أطول من رجليه.

ووقف بغتة والتفت إلى ورائه، فإذا بظله يصطدم به فيكاد يسقط إلى الأرض، وتفرس في هذا الخيال فساده الرعب كأنه يرى شبحا من وراء القبور لما رأى من هزاله وهرمه، وصرخ قائلا: من أنت؟ ولماذا تدعي أنك ظلي، ومنظرك لا يروقني؟

فأجاب الظل: اعذرني إذا أصررت على ما أدعي، وإذا كان حالي لا يروق لك، فإنني أهنئك على حسن ذوقك، ما أنا إلا جوابة آفاق أقتفي خطواتك منذ زمن بعيد فأذهب على طريق لا تنتهي عند حد، ولا مسكن لي فكأنني اليهودي التائه إلى الأبد بالرغم من أنني لست يهوديا ولا خالدا.

لماذا قضي علي أن أبقى دائما على سفر دون قرار فتحملني عواصف جميع الأرياح، حتى تعبت من ذرع هذه الكرة الأرضية التي لا أول لها ولا آخر.

ليس من سطح لم أنطرح عليه كالغبار المتهاوي بعد ثورته على المرايا وزجاج النوافذ، وكل شيء ألمسه يختلس مني، ولا آخذ منه شيئا فها أنذا ناحل وأكاد أكون هباء.

أنت يا زارا متبوعي الذي سرت وراءه ولم يرني، خفيت عنك ولكنني كنت أصدق ظل لك فما حططت رحالك مرة إلا وحططت قربك رحالي، ثم هببت معك أجول في أبعد العوالم وأشدها صقيعا كالأشباح يلذ لها أن تنطرح على السطوح المثقلة بالثلوج.

Bog aan la aqoon