252

Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Noocyada

هكذا تكلم رسول السلام والعرق يتصبب منه لاندفاعه بتيار خطابه، فوجمت الأبقار مضطربة، غير أن زارا كان لا يزال يحدق بالمتسول وهو يبتسم حتى إذا وقف عن الكلام قال له: لقد أجهدت نفسك بعنف خطابك فما لفمك أن يتفوه بهذه الكلمات الجافية وما لأذنيك أن تسمعاها، وما أرى معدتك نفسها قادرة على هضمها وتحمل مثل هذا الغضب المتدفق، فمعدتك بحاجة إلى غذاء أخف وما أنت بالرجل الشره، ولعلك من أكلة الأعشاب والبقول تحب مضغ الحبوب ولعق العسل .

فقال المتسول: لقد أصبت فأنا أحب العسل وأمضغ الحبوب فأفتش على ما لذ طعمه وطابت نكهته، وما يساعد بمضغه على إمرار الزمان شأن الكسالى وليس أمهر في الاجترار من الأبقار فهي التي اخترعته كما اخترعت التمدد تحت شعاع الشمس فتخلصت من كل تفكير جدي عميق مضخم للقلب.

فقال زارا: إذن عليك أن تشاهد نسري وأفعواني فليس لهما على الأرض نظير، تلك هي الطريق المؤدية إلى مغارتي فانزل فيها ضيفا علي هذا المساء لتتحدث مع النسر والأفعواني عن سعادة الحيوانات، وهنالك تنتظرني إلى أن أعود لأن صوتا استنجدني من بعيد وأنا ذاهب إلى مصدره، ولسوف تجد في المغارة عسلا جديدا أخذ من القفران الذهبية وهو بارد كالثلج فلك أن تأكله.

استأذن أبقارك الانصراف أيها الرجل الغريب، فإنها خير من أخلص لك وأصدق من علمك الحكمة.

فقال المتسول: ما هي أخلص وأصدق منك يا زارا، فأنت بطيبة قلبك خير من الأبقار.

فقال زارا: سحقا أيها المداهن! لماذا تقصد إفسادي بمعسول القول والثناء؟

اذهب بعيدا عني.

ورفع زارا عصاه غاضبا فأسرع المتسول بالهرب.

الظل

وما توارى المتسول وشعر زارا بانفراده، حتى سمع صوتا آخر يهتف به من ورائه قائلا له: توقف وانتظرني، أنا ظلك يا زارا.

Bog aan la aqoon