Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
هذه هي حقيقة روحكم الكامنة أيها العقلاء، ولكن من الناس من يخيل له أن الفضيلة عبارة عن تشنج تحت السياط الجالدة، ولطالما سمعتم صياح هؤلاء الواهمين.
ومن الناس من يرى الفضيلة في الكسل والرذيلة، وما ينتبه عدلهم إلا عند ما يتثاءب حقدهم وحسدهم، عندئذ يفركون أجفانهم وقد أثقلها النعاس.
من الناس من تشدهم شياطينهم إلى أسفل فكلما تدهوروا على الدركات زادت أحداقهم توهجا وتزايد شوقهم إلى ربهم. إن صوت هؤلاء المتدهورين يبلغ آذانكم، أيها الفضلاء، وهم يصيحون: إن كل ما هو خارج عن كياني إنما هو الله وإنما هو الفضيلة.
وهنالك آخرون يتقدمون مثقلين مقرقعين كأنهم عجلات تحمل صخورا إلى الوادي، وهؤلاء الناس لا ينون يتكلمون عن الفضيلة، وما الفضيلة في عرفهم إلا عبارة عن كابح عجلاتهم.
وهنالك قوم أشبه بالساعات يربط زنبركها فتسمعك تكتكتها، وهم يريدون أن تدعى حركتهم الآلية فضيلة. إنني ألهو بمشاهدة مثل هذه الساعات؛ لأنني ما صادفتها مرة إلا ربطت زنبركها بتهكمي وأكرهتها على تحريك رقاصها.
وهنالك المغترون بذرة من العدل ترتفع فيهم على جبل من الدعوى، فتراهم يجدفون على كل شيء إلى أن يغرقوا العالم بظلمهم، وما تخرج كلمة الفضيلة من أفواه هؤلاء الناس إلا وتحسب أنهم يتجشئونها، وإذا قال أحدهم: لقد عدلت. فكأنه يقول: انتقمت.
هؤلاء من يريدون أن يفقئوا أعين أعدائهم بفضيلتهم، وما يطلبون من الاعتلاء إلا إسقاط سائر الناس.
وهنالك من يدب إليهم الفساد كأنهم ماء آسن في المستنقعات، فهؤلاء الناس يعلنون أنهم لا ينهشون أحدا ويتحاشون الالتقاء بالناهشين، فإذا عرض عليهم أي رأي أخذوا به تفاديا لكل أخذ ورد.
وهنالك عشاق الحركات المعتقدون بأن الفضيلة نوع من الإيمان، فتراهم في كل حين جاثين على ركبهم وقد قبضت إحدى راحتيهما على الأخرى تمجيدا للفضيلة، وما يدرك قلبهم منها شيئا.
وهنالك من يرون الفضيلة في القول بلزوم الفضيلة، وهم لا يعتقدون إلا بلزوم ردع الشر بالقوة.
Bog aan la aqoon