Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
لقد أراد هؤلاء الكهنة أن يعيشوا كأشلاء أموات؛ فسربلوا جثثهم بالسواد فإذا هم ألقوا مواعظهم انتشرت منها رائحة اللحود.
إن من يجاور هؤلاء الناس فكأنما هو ساكن على ضفة الأنهار السوداء حيث لا يسمع إلا نقيق الضفادع الحزين.
ليسمعني هؤلاء الناس نشيدا غير هذا النشيد لأمرن نفسي على الاعتقاد بمخلصهم؛ إذ لا يلوح لي أن أتباع هذا المخلص قد ظفروا بالخلاص.
لكم أتمنى أن أراهم عراة، وهل لغير الجمال أن يدعو الناس إلى التوبة، ولكنهم عبارة عن فجائع مستترة لا يسعها أن تجتذب إلى الإيمان أحدا.
والحق أن مخلصي هؤلاء الكهنة نفسهم لم ينحدروا من سماء الحرية، وما وطئوا مسالك المعرفة قط، فما كانت حكمتهم إلا نسيجا ملأته الخروق رقعوه بما أوجد جنونهم من آلهة، لقد أغرقتهم حكمتهم في بحيرة الإشفاق، فهم كلما زفروا فيها أرسلوا بجثة عظمى تطفو على سطحها.
لقد زعق هؤلاء الرعاة بقطعانهم فمضت متدافعة في فجوة واحدة، وقد علا صراخها كأن التوصل إلى مخارج المستقبل ممتنع من غير هذه الفجوة الضيقة. أما والحق ما هؤلاء الرعاة إلا فريق من هذه السائمة، وقد ضاقت عقولهم ورحبت نفوسهم وسرعان ما تصغر العقول إذا كبرت النفوس.
لقد تركوا على كل معبر اجتازته أرجلهم آثار الدماء؛ إذ كانوا يستلهمون جنونهم ليعلموا الناس أن الدماء تقوم شاهدة للحق، وقد جهلوا أن أفسد شهادة تقوم للحق إنما هي شهادة الدم؛ لأن الدم يقطر سما على أنقى التعاليم فيحولها إلى جنون وإلى أحقاد.
أفتقيمون للحق دليلا من اقتحام أحد الناس للهب في سبيل تعاليمه، وهل لمثل هذا التعليم ما للعقيدة التي تتولد متقدة من لهبها نفسه؟ إذا ما تلاقى رأس بارد بقلب مضطرم نشأت من التقائهما تلك العاصفة التي يدعوها الناس مخلصا، ولكم وجد على الأرض من رجل أعرق منشأ وأرفع مقاما ممن يدعوهم الشعب مخلصين، وما كان هؤلاء المخلصون إلا عاصفات كاسحات تهب متوالية على الأرض.
إذا ما كنتم تنشدون سبل الحرية، أيها الإخوة، فعليكم أن تنقذوا أنفسكم حتى ممن يفوقون هؤلاء المخلصين عظمة ومجدا، فإن الإنسان المتفوق لم يظهر على الأرض بعد. لقد حدقت بأعظم رجل وبأحقر رجل عن كثب وهما عاريان فظهرا لعياني متشابهين، بل رأيت أعظمهما أشد توغلا في المعائب البشرية من الآخرين.
هكذا تكلم زارا ...
Bog aan la aqoon