Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
الكهنة
وتمثل زارا مرور رهط من الكهنة أمامه، فقال لأتباعه: هؤلاء هم الكهنة، فعليكم - وإن كانوا أعدائي - أن تمروا أمامهم صامتين، وسيوفكم ساكنة في أغمادها فإن بينهم أبطالا ومن تحملوا شديد العذاب فهم لذلك يريدون أن يعذبوا الآخرين.
إنهم لأعداء خطرون، وما من حقد يوازي ما في اتضاعهم من ضغينة، وقد يتعرض من يهاجم إلى تلطيخ نفسه، ولكن بيني وبينهم صلة الدم وأنا أريد أن يبقى دمي مشرفا حتى في دمائهم.
وعاد زارا يتمثل أنهم مروا وانصرفوا، فشعر بألم شديد قاومه لحظة حتى سكن روعه، فقال: إنني أشفق على هؤلاء الكهنة، وأنا لا أزال أنفر منهم، ولكنني تعودت الإشفاق مرغما نفوري منذ صحبت بني الإنسان، ومع ذلك فأنا أتألم مع الكهنة؛ لأنهم في نظري سجناء يحملون وسم المنبوذين في العالم، وما كبلهم بالأصفاد إلا من دعوه مخلصا لهم، وما أصفادهم إلا الوصايا الكاذبة والكلمات الوهمية، فليت لهؤلاء من يخلصهم من مخلصهم.
لقد لاحت لهؤلاء الناس جزيرة في البحر على حين ثارت عليهم زوبعة؛ فنزلوا إليها فإذا هم على ظهر تنين نائم على العباب.
وهل من تنين أشد خطرا على أبناء الحياة من تنين الوصايا والكلمات الوهمية، وقد كمن فيها المقدور طويلا حتى حان وقت انتباه التنين؟ وها هو يهب مفترسا جميع من بنوا مساكنهم على ظهره.
انظروا إلى المساكن التي بناها هؤلاء الكهنة، وقد أسموها كنائس وما هي إلا كهوف تنبعث روائح التعفن منها، وهل للروح أن ترتفع إلى مستواها تحت لألاء هذه الأنوار الكاذبة وفي هذا الجو الكثيف، حيث لا يسود إلا عقيدة تصم الناس بالخطيئة وتأمرهم بصعود درجات الهيكل زحفا على الركب.
إنني لأفضل أن أنظر إلى اللحظات الفاحشة من أن أرى هذه العيون أطبقت أجفانها معلنة خشوعها واستغراقها.
من ذا الذي اخترع هذه الكهوف وهذه الدرجات يرقاها النادمون زاحفين، أهي من إيجاد من استحيوا من صفاء السماء فلجئوا إلى الاستتار؟
لن أعود بقلبي لألج مساكن هذا الإله إلا إذا انثملت قبابها، واخترقها نور السماء الصافية لتتكشف عن الشقائق الحمراء النابتة على جدرانها المتهدمة.
Bog aan la aqoon