Sheekada Ciise Ibnu Hishaam
حديث عيسى بن هشام
Noocyada
أحدهم :
نعم حبذا نصرة حزب الجيش على بقية الأحزاب في فرنسا، فإن في ذلك لو تعلمون تحرير رقبتنا وانقضاء محنتنا.
ثانيهم :
ما أبعد ما ترمي وما أسرع ما تحكم، فهلا نبأتنا لله أبوك كيف ترتيبك لهذه القضية واستقراؤك لهذه النتيجة، وما نحن وخذلان الأحزاب الفرنسية ونصرة حزب الجيش عليها!
الأول :
أراك لست بعويص الرأي في السياسة، ولا ببعيد الغور في استخراج النتائج، ألا تعلم، لا زلت مسددا، أن في انتصار حزب الجيش قلبا لهيئة الجمهورية ورجوعا بفرنسا إلى الملكية والإمبراطورية أو القنصلية، فتأتينا بمثل أولئك الملوك والقواد الذين دوخوا الشرق والغرب، وقهروا الممالك وأخضعوا الدول، وأصبحت لهم الكلمة العليا على أهل البسيطة، فلا يمانعهم في أغراضهم ممانع، ولا يعارضهم في مطالبهم معارض، وإني لأعلم علم اليقين ممن عاشرت من كبار الفرنسيين وصاحبت أنه لولا هذه الجمهورية لما وصلنا نحن إلى هذه الحال.
ثالثهم :
دعنا بالله من هذه الخيالات واتركنا من هذا اللغو ، ومثلك لا يحق له الشكوى من هذه الحال، فإنك متين العلاقة بالمستشار، وما بينك وبين الوصول إلى المنصب الذي تتطلع إليه إلا قيد شبر، وأنت مع ذلك في غنى عن خدمة الحكومة بما لك من الغنى واليسر، ولكن ماذا تقول في من هو في حاجة دائمة إلى البقاء في أسر الحكومة وذل الخدمة، ولولا الاحتياج إلى المرتب والاضطرار إلى الرزق لما أقمت في الخدمة يوما واحدا.
رابعهم :
وأنا والله لا أنتظر إلا أن يتم لي نصف معاش فأهجر خدمة الحكومة، وأنجو بنفسي من أسر الرق وذل العبودية، ثم أعتمد بعد ذلك على الاشتغال بالتجارة، فهي أهنأ عيشا وأعظم ربحا وأبعد بصاحبها عن مواقف الذل والهوان.
Bog aan la aqoon