============================================================
ذكر طرف من مناقبه وأحواله : اعلم أن التشاغل بمناقبه يخرجنا عن الغرض المقصود، ومناقبه چچ أشهر من النهار لذوي الأبصار، وإنما نذكر اليسير على وجه الرعاية لحقه إذ كنا قد روينا عن النبي " أنه قال : *ذكر علي عبادة"(1).
وقالت عآئشة رضي الله عنها : " زينوا مجالسكم بذكر على،"(2).
فمن ذلك ما روينا بالاسناد الموثوق به إلى النبي وه أنه لما قدم علي بن أبي طالب بعد فتح خيبر قال : "يا علي لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت التصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملا من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما(4)، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير آنه لا نبي بعدي، وأنت تبريء ذمتي، وتسترعورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غدا في الأخرة أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، وإن شيعتك على منابر من نور، مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون في الجتة جيراني؛ لأن حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وإن ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني، وأنت تنجز وعدي، وان الحق على لسانك وفي قلبك وممك وبين يديك ونصب عينيك، الإيمان مخالط للحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، لا يرد علي الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك، فخر علي ساجدا وقال: الحمد لله الذي من على بالإسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية، وأعز الخليقة، وأكرم أهل السموات والأرض على ريه، خاتم النبيين وسيد (1كناقب المغازلي 195 ، والفردوس 244/2 برقم 3151 عن عائشة ، وكنز الممال 11/ 60رقم 32894، ومناقب آل أبي طالب 234/3.
(2) مناقب المغازلي 199 (3) مجمع الزوائد 131/9 ، والطبراني في الكبير 1/ 320 رقم 951.
(49)
Bogga 52