============================================================
فيقولون: نحن أهل التوحيد من العرب. فأقول : أنا محمد نبي العرب والعجم فيقولون: نحن من أمتك. فاقول: كيف خلفتموني في عترتي، وكتاب ربي؟
فيقولون: أما الكتاب فضيعناه، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم! فأولي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشا قد اسودت وجوههم، ثم ترد راية أخرى آشد سوادا من الأولى، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون كالقول الأول: نحن من أهل التوحيد، فإذا ذكرت اسمي قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتمرني في الثقلين كتاب الله وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفنا، وأماالعترة فخذلناهم ومزقناهم كل ممزق! فاقول لهم: إليكم عني، فيصدرون عطاشا مسودة وجوههم، ثم ترد علي راية أخرى تلمع نورا، فأقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق، حملتا كتاب ربنا فأحللنا حلاله، وحرمنا حرامه، وأحبينا ذرية محمد فنصرناهم من كل ما نصرتا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا بيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون روآء، الا وإن جبريل أخبرني : بأن امتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلآء، ألا ولعنة الله على قاتله وخاذله أبد الدهر".
ثم نزل، ولم يبق أحد إلاوتيقن أن الحسين ت مقتول، فلما كان أيام عمر وأسلم كعب الاحبار وقدم المدينة، وجعل الناس يسالونه عن الملاحم وهو يحدثهم، قال كعب الأحبار: نعم وأعظمها ملحمة هي الملحمة التي لا تنسى أبدا ال وهو الفساد الذي ذكره الله في الكتب وذكره في كتابكم فقال: { ظهر الفساد في الر والبخر ([الروم: 41) الآيات، وإنما فتح بقتل هابيل وختم بقتل الحسين بن علي عليهما السلام قال كعب: ولعلكم تهونون قتل الحسين، أولا تعلمون أنه يفتح يوم قتله أبواب السموات كلها، ويؤذن للسمآء بالبكآء فتبكي دما فإذا رأيتم الحمرة قد ارتفعت من جتباتها شرقيا وغربيا فاعلموا أنها تبكي حسينا، (24)
Bogga 37