73

Ghurar Akhbar

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

Noocyada

ولم يجعل لهم خامسا تشتاقه الجنة، فمن ذا الذي بقي له بعد ذلك حجة يحتج بها لنفسه مع عزله عن هذه المراتب الجليلة والدرجات العلية؟

وبعد، فإنا لا نطالب الخصم إلا بما يشهد به على نفسه من تقديم غيره عليه بفضائله، فمن ذلك: رووا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لما قتل حمزة: «إنه سيد الشهداء» (1)، ولما قتل جعفر أتاه جبرئيل (عليه السلام) وقال: «إن الله تعالى خلق لجعفر جناحين يطير بهما في رياض الجنة مع الملائكة» (2).

ورويتم أنه قال (صلى الله عليه وآله): «اخلفوني في العباس، فإنه صنو أبي، بقية آبائي» (3)، وبعده قلعوا ميزابه وقد شرفت به رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مسجده، وأخذوا منه سوق عكاظ وغيرها مما نحله إياه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ورويتم أنه شكا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوما من قريش، فقال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون بالله حقا حتى يحبوكم لله ولرسوله»، وقد علمتم أنه لم يول أحد قط في سراياه وبعوثه على أحد من أهل بيته، ولا نفذ سرية قط وفيها أحد من أهل بيته إلا وحطه أميرهم.

ورويتم أن أسامة بن زيد ولاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند موته على أبي بكر وعمر وغيره من المهاجرين والأنصار، وأمرهم بالسمع والطاعة، وأنه قال لهم: «أنفذوا

Bogga 107