Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Noocyada
خير منهما، وأمهما سيدة نساء العالمين» (1).
وفيما مدحهم الله تعالى في سورة هل أتى كفاية بلا خلاف، فإنها نزلت فيهم حين آثروا بقوتهم- وهم صيام عند إفطارهم- المسكين واليتيم والأسير (2)، فقال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (3)، أراد سبحانه بقوله (على حبه) يعني على حب الله تعالى لا على حب الطعام، بشهادة (تمام الآية) (4):
(إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) (5).
وقال سبحانه: (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا* متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا* ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا) إلى آخر قوله تعالى: (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) (6)، فمن ذا الذي يداني هؤلاء القوم أو يماثلهم أو يساجلهم؟
وقد شهد الله تعالى لهم بالطهارة، والاصطفاء، والإيثار، والإطعام للمسكين واليتيم والأسير، وسادات أهل الجنة، وحسن جزائهم، وبذل معروفهم لوجهه، وقبول ذلك وأنه وقع لحبه، ورفعه أعلى المنازل من الإنكار والوقاية فختم ذلك بقوله سبحانه: (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) الشاكر سبحانه، لسعيهم
Bogga 105