Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Noocyada
الخبر شاذ فنقلته، ويمكن أن يكون قد بات على فراشه مرتين، وفي مبيته في الفراش له (صلى الله عليه وآله) حجة بالغة ومناقب واضحة ودلالات لائحة، منها: أن الله تعالى قص علينا قصة إسماعيل في تعبده بالصبر على الذبح بيد أبيه، وأمير المؤمنين صبر على الذبح بيد أعدائه أهل الحنق والغيظ عليه؛ وإبراهيم (عليه السلام) كان بابنه رحيما لا يمثل به، وكان يجوز من المشركين أن يمثلوا بأمير المؤمنين؛ وتعجب الله تعالى على ظاهر القول بصبر إسماعيل في قوله تعالى: (إن هذا لهو البلاء المبين) (1)، ومحبة أمير المؤمنين وصبره أعظم وأقطع، وفرق عظيم بين الاستسلام للعدو وبين الاستسلام للأب، فإنه ... (2) من الله تعالى كل بابنه.
ومنها: أن صبره على الذبح يدل على بلوغه، إذ الصبي إذا كان ... (3) ذلك، وفي هذا تكذيب من زعم أنه آمن من غير بلوغ، بل عن تلقين، وجنة الصبي في النوم لا يخفى من جنة الرجل حتى يشبه على المشركين في نومه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ومنها: أعزه بنفسه حتى باهل الله به ملكين آخا بينهما، وقال: من منكما يؤثره صاحبه بحياته؟ فدافعا كل منهما يطلب الحياة، فأوحى الله تعالى إليهما: ما أشبهكما بعلي بن أبي طالب، آثر أخاه محمدا بعمره، وفداه بنفسه؛ ثم أمرهما فقال: انزلا فاحفظاه عن عدوه حتى الصباح، فنزلا وباتا يحفظانه ليلته؛ ويروى أن الملكين:
جبرئيل، وميكائيل (عليهما السلام).
نعود إلى ذكر ما ورد في تقديم إيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) على كافة الناس، وإن كان ذلك أشهر من أن يخفى، ولا يحتاج إلى دليل، لكثرة النقل له والأشعار من الصحابة
Bogga 235