وفي لحظة كان عندها؛ فقد كانت إشارتها عنده أمرا، وقبل أن يجيء كانت قد سارعت هي إلى السرير واستلقت عليه معتمدة رأسها على كفها ، وما إن دخل حتى قامت إلى الباب الذي دخل منه فأغلقته، وسارعت إلى باب الحجرة الآخر الذي يؤدي إلى حجرة زوجها والذي لا يستعمل مطلقا فأغلقته هو الآخر والتفتت إلى صديق: قبلني.
وأصابه ما يشبه الجنون. ما هذا الذي يراه؟ إنه كان يتصور أي شيء إلا هذا! إنها امرأة في قمة الجمال ولكنها في مكان أمه. وما قيمة هذا؟ إنه ليس زواجا. إنها جميلة، إنها المرأة كما ينبغي أن تكون المرأة.
قبلها في خدها، وصرخت: أهذه هي القبلة؟ القبلة هكذا.
والتقفت فمه والتقف فمها، وثارت في دمائه نار الشباب الملتهب، وهم بها ولكنه فجأة:
إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون .
صاح: أستغفر الله، كيف أخونه؟ إنه من فتح لي بيته وأمن حياتي ورباني. لقد شردني الظلم، فكيف أظلم أنا؟
وجرى إلى الباب فلحقت به، وأمسكت بردائه فمزق في يدها.
ودخل الزوج، وأدرك كل شيء.
وحاول صديق أن يقول شيئا، ولكن وجدي أشار إليه فسكت وانسحب إلى غرفته وراح يجمع ملابسه، إلى أين بي المسير؟ إلى أين بي يتجه المصير؟
وقفت زهيرة لوجدي متصدية، إنها امرأة، وإنها لا تنال حق الزوجية، فما البأس بها أن تلتمس حقها عند غيره، وبدلا من أن يثور وجدي أطرق في خزي وكأنها هي التي أطبقت عليه متلبسا بالخيانة، فإن الحق قديم، ومهما يحاول الطاغية أن يعتدي على حق الناس في العلن، إلا أنه في دخيلة نفسه يعرف أنه ظالم غاشم يستلب الناس ما لهم من حقوق.
Bog aan la aqoon