البيت فتحصل من كلامه أن حرف اللين إذا جاء قبل الساكن العارض للوقف، ولم يكن ذلك الساكن همزا ففيه لكل القراء ثلاثة أوجه، وإن كان همزا فهو كذلك عند الكل إلا ورشا فله فيه وجهان: المد، والتوسط، لأن مده فيه لأجل الهمز لا للسكون، ولا فرق بين سكون الوقف والإدغام عند الشاطبي وغيره. فإن قلت: ما فائدة التخصص في قوله: وعند سكون الوقف، ولعله أراد الاحتراز عن سكون الإدغام. قلت: احترز عن الوقف بالروم فإنه لا مد فيه لانعدام سبب المد، وقد صرح الجعبري بذلك في شرحه حيث قال: واحترز بسكون الوقف عن رومه إذ لا اجتماع فيه.
الثالث: عددنا من المدغم أنه هو لأنه المعروف المقروء به، وكذا جميع ما ماثله وهو خمسة وتسعون موضعا نحو جاوَزَهُ هُوَ، لِعِبادَتِهِ هَلْ لالتقاء المثلين خطا ولأن الصلة عبارة عن إشباع حركة الهاء تقوية لها فلم يكن لها استقلال، ولهذا تحذف للساكن فلم يعتد بها، وقد صح إدغامه نصّا عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله: إِلهَهُ هَواهُ* وإِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ*.
وقال القيس:
وقد أدغموا هاء الضمير بمثله ... وما زيد للتكثير قيل كلا فصل
وقد ذكر الداني عن ابن مجاهد أنه كان يختار عدم الإدغام في هذا الضرب وذكر حجته ثم بين فسادها.
٥٤ - لَكَبِيرَةٌ إِلَّا* لا يخفى ما فيه من ترقيق ونقل وسكت.
٥٥ - شَيْئًا* إذا وقف عليه لحمزة فيه وجهان: نقل حركة الهمزة إلى الياء فتصير ياء مفتوحة بعدها ألف، والثاني: تشديد الياء، وسكت حمزة إن وصل، ومد ورش وتوسطه مسلما مما لا يخفى.
٥٦ - يُقْبَلُ* قرأ المكي والبصري هنا بالتأنيث لتأنيث شفاعة، والباقون بالتذكير؛ لأنه غير حقيقي التأنيث، وخرج بقيد هنا الثانية (١) وهي
_________
(١) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بتاء التأنيث هكذا (ولا تقبل منها شفاعة) وقرأ الباقون-
1 / 74