فمن ثم وما ثمه
وعين ثم هو ثمه
ومن قد عمه خصه
ومن قد خصه عمه
فما عين سوى عين
فنور عينه ظلمه
فمن يغفل عن هذا
يجد في نفسه غمه
وما يعرف ما قلنا
سوى عبد له همه
وإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل ، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة أبى الحصر في نفس الأمر . فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين . فإن إله (2) المعتقد ما له حكم في إله (2) المعتقد الآخر : فصاحب الاعتقاد يذب: عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره ، وذلك في اعتقاده لا ينصره ، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له . وكذا (3) المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده؛ فما لهم، من ناصرين ، فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد كل معتقد على حدته ؛ والمنصور المجموع ، والناصر المجموع . فالحق عند العارف هو المعروف الذي لا ينكر فأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة . فلهذا قال "لمن كان له قلب فعلم تقلب الحق في الصور بتقليبه في الأشكال . فمن نفسه عرف نفسه (4) ، وليست نفسه بغير لهوية الحق ، ولا شيء من الكون مما هو كائن(5) ويكون بغير لهوية الحق ، بل هو عين الهوية . فهو العارف (1-47)
Bogga 122