في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين . والثالث قولنا العالم ، فأنتج أن العالم له سبب ، وظهر (1) في النتيجة ما ذكر (2) في المقدمة الواحدة وهو السبب . فالوجه الخاص (3) هو تكرار الحادث، والشرط الخاص (3) عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب: ، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم . فنحكم (4) على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه ، فتصدق النتيجة . فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث (5) (44 -1) في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة . فأصل الكون التثليث ، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر ألله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب ، فأنتج صدقا وهو الصيحة التي أهلكهم الله (6) بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين . فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم ، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت . فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار (7) وجوه السعداء في قوله تعالى وجوه يومئذ مسفرة " من السفور وهو الظهور ، كما كان (8) الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح . ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء "ضاحكة "، فإن الضحك من الاسباب المولدة لاحمرار الوجوه ، فهي في (9) السعداء احمرار الوجنات . ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى "مستبشرة ، وهو ما أثره
Bogga 117