الله مخلف وعده رسله " لم يقل ووعيده ، بل قال" ويتجاوز عن سيئاتهم" مع أنه توعد على ذلك . فأثنى على إسماعيل بأنه كان صادق الوعد . وقد زال الإمكان في حق الحق لما فيه من طلب المرجح.
فلم يبق إلا صادق الوعد وحده
وما لوعيد الحق عين تعاين
وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم
على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد
وبينهما عند التجلي تباين
ي سمى عذابا من عذوبة طعمه
وذاك له كالقشر والقشر صاين
8 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
الدين دينان ، دين عند الله وعند(1) من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق . ودين عند الخلق ، وقد اعتبره الله(2) . فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى " ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" : أي منقادون إليه . وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد هو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام وهو الانقياد . فالدين عبارة عن انقيادك . والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه . فالدين الانقياد(4) ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى . فمن اتصف بالأنقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه ، أي أنشأه كما يقيم الصلاة . فالعبد هو المنشىء
Bogga 94