انه إله لنا . ثم يأتي الكشف الآخر فيظهر لك صورنا فيه ، فيظهر بعضنا البعض (1) في الحق ، فيعرف بعضنا بعضا ، ويتميز بعضنا عن بعض . فمنا من يعرف أن في الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، ومنا من يجهل الحضرة التي وقعت فيها هذه المعرفة بنا : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين . وبالكشفين معا ما يحكم علينا إلا بنا ؛ لا ، بل نحن نحكم علينا بنا ولكن فيه ، ولذلك قال " فلله الحجة البالغة : يعني على المحجوبين (25-1) إذ (2) قالوا للحق لم فعلت بنا كذا وكذا مما(3) لا يوافق أغراضهم ؛ "فيكشف. لهم عن ساق : وهو الأمر الذي كشفه العارفون هنا فيرون أن الحق ما فعل بهم ما ادعوه أنه فعله(4)، وأن ذلك منهم ، فإنه ما علمهم إلا على ما هم عليه ، فتدحض(5) حجتهم وتبقى الحجة لله تعالى البالغة . فإن قلت فما فائدة قوله تعالى : " فلو شاء لهداكم أجمعين " قلنا(6) لو شاء " لو حرف امتناع لامتناع : فما شاء إلا ما هو الأمر عليه. ولكن ين الممكن قابل للشيء ونقيضه في حكم (7) دليل العقل ؛ وأي الحكمين المعقولين وقع ، ذلك هو الذي كان عليه الممكن في حال ثبوته ومعنى " لهداكم (8) " لبين لكم : وما كل ممكن من العالم فتح الله عين بصيرته لإدراك الأمر في نفسه على ما هو عليه : فمنهم العالم والجاهل . فما شاء (9) ، فما هداهم أجمعين ، ولا يشاء ، وكذلك " إن يشأ " : فهل يشاء هذا ما لا يكون(10) . فمشيئته أحدية التعلق وهي نسبة تابعة للعلم والعلم نسبة تابعة للمعلوم
Bogga 82