حق للحق . "الحمد لله " : فرجعت إليه عواقب الثناء من كل حامد ومحمود وإليه يرجع الأمر كله " فعم ما ذم وحمد ؛ وما ثم إلا محمود ومذموم .
اعلم أنه ما تخلل شيء شيئا إلا كان محمولا فيه . فالمتخلل (1) - اسم فاعل - محجوب بالمتخلل - اسم مفعول . فاسم المفعول (2) هو الظاهر ، واسم الفاعل هو الباطن المستور . وهو غذاء له كالماء يتخلل الصوفة فتربو به وتتسع . فإن كان الحق هو الظاهر فالخلق مستور فيه ، فيكون الخلق جميع أسماء الحق سمعه وبصره وجميع نسبه وإدراكاته . وإن كان الخلق هو الظاهر (24-ب) فالحق مستور باطن فيه ، فالحق سمع الخلق وبصره ويده ورجله وجميع قواه كما ورد في الخبر الصحيح (3) . ثم إن الذات لو تعرت عن هذه النسب لم تكن إلهأ وهذه النسب أحدثتها أعياننا: فنحن جعلناه بمألوهيتنا (4) إلها ، فلا يعرف حتى نعرف . قال عليه السلام : "من عرف نفسه عرف ربه ، وهو أعلم الخلق بالله فان بعض(5) الحكماء وأبا حامد(6) ادعوا (7) أنه يتعرف الله من غير نظر في العالم وهذا غلط . نعم تعرف ذات(8) قديمة أزلية لا يعرف أنها إله حتى يعرف المألوه . فهو الدليل عليه . ثم بعد هذا في ثاني حال يعطيك الكشف أن الحق نفسه (9) كان عين الدليل على نفسه وعلى ألوهيته ، وأن العالم ليس إلا تجليه في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها بدونه (10) ، وأنه يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها ، وهذا بعد العلم به منا
Bogga 81