كالرحمن على العرش استوى ، وهو أعلى الأماكن . وعلو المكانة "كل شيء هالك إلا وجهه ؛ و " إليه يرجع الأمر كله (1) "؛ "أ إله مع الله" . ولما قال الله تعالى " ورفعناه مكانا عليا " فجعل "عليا " نعتا للمكان ، "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة "، فهذا علو المكانة . وقال في الملائكة (2) و أستكبرت أم كنت من العالين " فجعل العلو للملائكة . فلو كان لكونهم ملائكة (3) لدخل الملائكة كلهم في (4) (21 - ب) هذا العلو.
فلما لم يعم ، مع اشتراكهم في حد الملائكة ، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله (5) . وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل أنسان . فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة . ومن أسمائه الحسنى العلي.
على من وما ثم إلا هو ؟ فهو العلي لذاته . أو عن ماذا وما (6) هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه . وهو من حيث الوجود عين الموجودات . فالمسمى محدثات هي العلية لذالتها وليست إلا هو . فهو العلي لا علو إضافة ، لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت، رائحة من الموجود ؛ فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات . والعين واحدة من المجموع في المجموع . فوجود الكثرة في الأسماء وهي النسب"وهي أمور عدمية . وليس إلا العين الذي هو الذات . فهو العلي لنفسه لا بالإضافة (7) . فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة ، لكن الوجوه الوجودية (8) متفاضلة. فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة . لذلك نقول فيه هو لا هو ؛ أنت لا أنت . قال
Bogga 76