دعاهم ليغفر لهم " والغفر الستر. "ديارأ ، أحدأ حتى تعم المنفعة كما عمت الدعوة إنك تذرهم أي تدعهم وتتركهم "يضلوا عبادك " أي يحيروهم فيخرجوهم من العبودية إلى ما فيهم من (20-1) أسرار الربوبية فينظرون أنفسهم أربابا بعدما كانوا عند أنفسهم عبيدا ؛ فهم العبيد الأرباب . "ولا يلدوا أي ما ينتجون ولا يظهرون "إلا فاجرا ، أي مظهرا ما ستر كفارأ" أي ساترا ما ظهر بعد ظهوره. فيظهرون ما مستر ، ثم يسترونه بعد ظهوره ، فيحار الناظر ولا يعرف قصد الفاجر في فجوره (1) ، ولا الكافر في كفره ، والشخص واحد . ورب اغفر لي " أي استرني واستر من أجلي فيجهل قدري ومقامي كما جهل قدرك في قولك : " وما قدروا الله حق قدره ، ولوالدي : من كنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة . "ولمن دخل بيتي أي قلبي . "مؤمنا " مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدثت به أنفسها . " وللمؤمنين " من العقول " والمؤمنات " من النفوس ولا تزد الظالمين : من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية الا تبارا " أي هلاكا ، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم (2) وجه الحق دونهم في المحمديين . "كل شيء هالك إلا وجهه " . والتبار الهلاك . ومن أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي (20- ب) في فلك نوح (3) ، وهو في التنزلات الموصلية لنا والله يقول الحق (4) .
Bogga 74