نستعين : يقول الله هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل . فأوقع الاشتراك في هذه الآية . يقول العبد اهدنا (107 -1) الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين : يقول الله فهؤلاء لعبدي ولعبدي (1) ما سأل. فخلص هؤلاء لعبده كما خلص الأول له تعالى. فعلم من هذا وجوب قراءة الحمد لله رب العالمين . فمن لم يقرأها فما صلى الصلاة المقسومة بين الله وبين عبده ولما كانت مناجاة فهي ذكر ، ومن ذكر الحق فقد جالس الحق وجالسه الحق ، فإنه صح في الخبر الإلهي أنه تعالى قال أنا جليس من ذكرني. ومن جالس من ذكره وهو ذو بصر رأى جليسه . فهذه مشاهدة ورؤية . فإن لم يكن ذا (2) بصر لم يره. فمن هنا يعلم المصلي رتبته هل يرى الحق هذه الرؤية في هذه الصلاة أم لا . فإن لم يره فليعبده بالإيمان كأنه (3) يراه فيخيله في قبلته عند مناجاته ، ويلقي السمع لما يرد به عليه الحق(4). فإن كان إماما لعالمه الخاص به وللملائكة (5) المصلين معه - فإن كل مصل فهو إمام بلا شك ، فإن الائكة تصلى خلف العبد إذا صلى وحده كما ورد في الخبر - فقد حصل له رتب الرسل في الصلاة وهي النيابة عن الله . إذا قال سمع الله لمن حمده ، فيخبر نفسه ومن خلفه بأن الله قد سمعه فتقول الملائكة والحاضرون(6) ربنا ولك الحمد فان الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده . فانظر علو رتبة الصلاة وإلى أين تتهي بصاحبها . فمن لم يحصل درجة الرؤية في الصلاة فما بلغ غايتها ولا كان له فيها قرة عين ، لأنه لم ير من يناجيه . فإن لم يسمع ما يرد من الحق عليه (7) 107- ب) فيها فما هو ممن ألقى سمعه(8). ومن لم يحضر فيها مع ربه مع
Bogga 223